اجراءات لضبط الأسعار
استعرض الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، موقف الاحتياطي من السلع المختلفة، كما قدم عرضاً مقترحاً لضبط أسعار بعض السلع الأساسية والاستهلاكية، تضمن الحديث عن إحدى التجارب الدولية الناجحة في هذا الشأن.
وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور شريف فاروق، خلال عرضه، أن المقترح يتضمن تطبيق عدة إجراءات لضبط أسعار عدد 7 سلع استراتيجية، من خلال محاور الرقابة ومبادرة ضبط وتوازن الأسعار والاتاحة وزيادة المعروض، فضلاً عن تشكيل مجموعات المرور على الأسواق والأنشطة السلعية بمشاركة هيئة سلامة الغذاء وجهاز حماية المستهلك ومباحث التموين وممثلي مديريات التموين بالمحافظات، للتعامل بكل حزم مع أية زيادة غير مبررة في أسعار السلع الأساسية والاستراتيجية، والسيطرة على الحلقات الوسيطة ومواجهة الممارسات الاحتكارية.
وفي السياق نفسه، أشار الدكتور أحمد كمال، معاون وزير التموين والتجارة الداخلية، إلى أن المحور الأول من مقترح ضبط أسعار بعض السلع الأساسية والاستهلاكية يستهدف تكثيف الجهد الرقابي على السلع السبع الاستراتيجية المحددة بالتنسيق بين كل من وزارة التموين، وجهاز حماية المستهلك، والإدارة العامة لشرطة التموين.
وأضاف “كمال”: يتضمن المحور الثاني إطلاق مبادرة ضبط وتوازن أسعار هذه السلع خلال الأشهر الثلاثة القادمة في إطار الشراكة الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص، ولا سيما مع قرب حلول شهر رمضان الكريم، لعدة أسباب منها استقرار سعر صرف العملات الاجنبية وتوافر الدولار، وعدم وجود أي متغيرات طارئة على تكاليف الإنتاج بنوعيها الثابتة والمتغيرة، أو وجود أي تعطل في سلاسل الإمداد أو تكدس في الموانئ، فضلاً عن انخفاض القوة الشرائية.
وفيما يتعلق بالمحور الثالث وهو الاتاحة وزيادة المعروض من السلع في الأسواق، تم اقتراح عدد من الحلول أبرزها تكثيف وزيادة المعروض وضخ السلع في جميع نقاط البيع للمستهلك النهائي، والتوسع في تنفيذ أسواق اليوم الواحد بهدف تقليل حلقات التداول الوسيطة مع توفير وإتاحة السلع بالتجمعات السكنية.
وأشار الدكتور أحمد كمال إلى أن الوزارة أطلقت مبادرة لتخفيض أسعار بيض المائدة وطرحه بسعر من 145 إلى 150 جنيهاً بمنافذ الوزارة، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بتخفيف العبء عن كاهل المواطنين وطرح السلع الغذائية الأساسية بأسعار مُخفضة.
وفي الوقت نفسه، استعرضت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، تقريرا صادرا عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، وبيانات البنك المركزي المصري حول نتائج تحليل اتجاهات معدلات التضخم خلال عام 2024، موضحة تراجع معدلات التضخم بشكل عام حتى نوفمبر 2024، واتجاه تنازلي ملحوظ لمعدل التضخم الأساسي على أساس سنوي، مشيرة إلى أبرز المجموعات الرئيسية المُساهمة في التضخم السنوي، منها انخفاض نسبة مساهمة مجموعة الطعام والشراب في التضخم السنوي من 21 % في نوفمبر 2023 إلى 10% في نوفمبر الماضي.
وفي السياق نفسه، أشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى تطور معدل التضخم الشهري للسلع الاستراتيجية منذ بداية عام 2024، منوهة بشكل عام إلى أن هناك اتجاها نزوليا في معدلات التضخم الشهرية للسلع الاستراتيجية في النصف الثاني من 2024 مقارنة بالربع الأول بنسب متفاوتة، ومشيرة إلى توقع انخفاض معدلات التضخم بشكل ملحوظ في شهر فبراير 2025 مدفوعا بتأثير سنة الأساس، حيث تقدر وحدة الاقتصاد الكلي انخفاضا في التضخم بنحو 9 نقاط مئوية في فبراير 2025 نتيجة الأثر الإيجابي لفترة الأساس عن شهر فبراير 2024 ، ومن المفترض أن يستمر التضخم في الانخفاض حتى نهاية العام المالي 2024/2025 بمقدار 1% شهرياً، وقالت: يأتي ذلك الانخفاض على خلفية توقعات بانخفاض الأسعار عالميا في أسواق السلع الأولية في 2025.
وأضافت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أن التوقعات تُشير إلى استمرار انخفاض أسعار السلع الأولية العالمية حتى عام 2026، حيث من المتوقع أن تنخفض أسعار السلع الأولية العالمية بنسبة 10% تقريباً من عام 2024 حتى عام 2026، بالإضافة الى توقع انخفاض أسعار الغذاء العالمية بنسبة 9% و4% إضافية في عام 2025، مؤكدة أنه لا تزال هناك بعض الضغوط التضخمية حيث يشير الرقم القياسي لأسعار المنتجين إلى ارتفاع تكاليف النقل والتوزيع، فضلاً عن ارتفاع أسعار الآلات المُستخدمة في الزراعة من أبرز مسببات ارتفاع أسعار.
وعرض اللواء محمد فتح الله الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية من خلال مبادرة ” كلنا واحد” في إطار توفير مختلف أنواع السلع للمواطنين بأسعار مناسبة، والتنسيق المستمر مع الموردين؛ لتوفير مختلف أنواع السلع، وكذلك ما تقدمه مبادرة “أمان”، كما عرض ما تقوم به الوزارة من جهود رقابية على الأسواق.