امين عام رابطة الجامعات الإسلامية في مؤتمر كلية الدراسات… اللغة هي الطريق الأول لزرع بذرة الوطنية في نفوس المواطنين
د..اسامة العبد .....اللغةُ العربيةُ هي وعاءُ الفكر والعلم والثقافة والحضارة والتاريخ والمستقبل، والنهوضُ بها والحفاظ عليها حفاظٌ على التاريخ والهوية
كتب …نزار سلامة
أكد معالي أ.د. أسامة العبد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامة..ان اللغة هي الطريق الأول لزرع بذرة الوطنية في نفوس المواطنين، وهي الحصن الذي تستطيع به الدولة أن تحفظ قيم الولاء والانتماء ومواجهة التيارات التي تزعزع مفهوم الوطنية.
كما شدد الدكتور العبد على إن الانتماء للوطن مقرون باللغة؛ لأن اللغة هي الوطن الروحي الذي نحمله معنا أينما يممنا وجهتنا، والوطنية واللغة وجهان لعملة واحدة، ينمي بعضه بعضا، فاللغة هي أداة المعرفة والفكر، وتحافظ على الهُوية في كافة المجالات،…
جاء ذلك فى كلمة الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية فى افتتاح فاعليات مؤتمر: (اللغة الأم والانتماء الوطنى) فى المؤتمر العلمى الدولى لكلية الدارسات الإسلامية والعربية ..بنين بجامعة الأزهر الذى تنظمه الكلية بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية تحت رعاية فضيلة شيخ الأزهر الشريف وبحضور وكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر نائبا عن الامام الاكبر ..و الدكتور سلامة داوود –رئيس جامعة الأزهر-.و الدكتور رمضان. حسان عميد كلية الدراسات الإسلامية والدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق وممثلين لوزير الأوقاف ولمفتى الجمهورية ونواب رئيس جامعة الأزهر وكوكبة من العلماء
وقال الدكتور اسامة العبد إن الأمم والشعوب الواعية تهتم بلغاتها الحية وتعتنى بها عناية فائقة، وتتعهدها بالرعاية والتطوير عن طريق تحديثها والنظر بإمعان في تفاصيل دقائقها ودراسة معطياتها ودلالاتها بما يكفل صونها.
و تابع د. العبد ….اللغةُ العربيةُ هي وعاءُ الفكر والعلم والثقافة والحضارة والتاريخ والمستقبل، والنهوضُ بها والحفاظ عليها حفاظٌ على التاريخ والهوية والمستقبل.
و أشار د..العبد إلى أنه رغم أن العربية اختلطت فى زمن الفتوحات الإسلامية بلغات أخرى في بلاد فارس والهند وأفريقيا والأندلس، لكنها احتفظت دائما بفصاحتها وكيانها، ولم تكتف بذلك بل تسيَّدت على كل اللغات التي كانت سائدة في تلك الأمصار.و…ظلت لغة حية طوال العهود التاريخية، حيث أنتجت تراثًا واسعًا ومخزونًا ثقافيًّا وحضاريًّا بديعًا، فتهافت عليها الغرب لمكوناتها الثقافية والحضارية ومخزونها اللغوى ودورها في صنع التاريخ والحضارة، وكم من كتب غربية قد تُرجمت عن العربية وكان لها تأثيرها الثقافي والعلمي على الحضارة الغربية في كل المجالات وعلى كافة المستويات العلمية والثقافية والاجتماعية والإنسانية بوجه عام..
وتابع فاللغة هي الأم، والوطن الابن، وكل ابن بلا أم عَجِيّ وهذا بؤس شديد.ل كما أن اللغة العربية امتلكت مجموعة من الحقول الصياغية المعبرة عن الهوية الثقافية للمجتمع العربي، أي أنها صيغ ثقافية بالدرجة الأولى لها طبيعتها التراكمية القادرة على ملاحقة الحاضر بكل قفزاته الحضارية والثقافية والعلمية.
وناشد د ..العبد. وزارة التعليم والثقافة والأزهر، غرس قيمة اللغة العربية عبر مناهجها واستخدام اللغة الفصحى بدلا من العاميِّة نطقا وكتابة، والتحذير من خطر نسيان الأبناء لغتهم الأصيلة، والتوجه إلى اللغات الأخرى التي لا تمثل وطنيتهم ولا ثقافتهم ولا دينهم ولا فكرهم، فإن في ذلك حماية لمعنى الوطنية في نفوسهم، فالانتماء للوطن يكسب الإنسان الرضا عن نفسه، كما يكسبه احترام الآخرين…
كما أن ، ومن الواجب غرس حب الوطن في نفوس شبابنا، وتعزيز ذلك في نفس كل مواطن؛ ليتفاعل مع قضايا الوطن وحمايته من المنغصات كالإرهاب وغيره.و بنبغي أن نكون قلعة حصينة تتكسر عليها نصال كل من يحاول إضعاف لغة الضاد.
و أشار إلى أنه إذا كان هذا المحفل الكبير يضم نخبة عظيمة من العلماء والمتخصصين الذين يُشار إليهم بالبنان، فإن ذلك يضع على عاتقنا جميعا مسئولية البحث عن التحديات التى تواجه لغتنا العربية في عالمنا الحاضر .
وأكد الدكتور اسامة العبد أن رابطة الجامعات الإسلامية نحرص كل الحرص على أن نُولي قضية اللغة العربية والدفاع عنها والزود عن حياضها جل اهتمامنا ونحس إيمانيًّا بأهمية نهضتها والحفاظ عليها ودرء الأخطار والمخاطر المُحْدِقةِ بها ونعمل جادين من خلال لجنة النهوض باللغة العربية في الرابطة والتى تضم ثلة من علماء العربية وخبرائها للدراسة والبحث فى واقع اللغة العربية وأسباب ترديها وعوامل نهضتها والتمكين لها واقتراح الخطط والبرامج المحققة لذلك.وعمل اللجنة ليس قاصرًا على النهوض باللغة العربية فى مصر بل فى العالم الاسلامى والعربى ..
واكد اهمية أن يتصدر هذا المعنى أولويات العمل لدى كل أبناء الأمة الإسلامية وشعوبها وهيئاتها ومؤسساتها وجامعاتها؛ لأن النهوض باللغة الأم ليس مسألة ثقافية ولا مسألة تربوية أو تعليمية فحسب، وإنما هي مسألة تتعلق بالدين والعقيدة والهوية فى المقام الأول، بالإضافة إلى أنها مسألة تتعلق بالأمن القومي والاستقرار والمصير، فالحفاظ على اللغة الأم، يعد محافظة على الذات وعلى الكينونة والوجود،
كما دعا أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، الجامعات وكل المتخصصين والمهتمين بالشأن اللغوى إلى مزيد من الدراسة والتأليف وإبداء الآراء واستحداث الأفكار التي تكفل تحقيق الغاية التى نستهدفها جميعًا لنقيل لغتنا العربية من عثراتها القائمة، لتأخذ مكانها ومكانتها كأقوى خيط في نسيج الأمة الإسلامية.