د. سامى الشريف …. الحوار الذي نتتبناه هو الحوار الذي يحترم الآخر ويسلم بمبدأ الاختلاف مع حق الجميع في التعبير عن آرائهم
أمين "الجامعات الإسلامية": التكامل بين الحضارات وإقامة جسور المحبة هي الخيار الأمثل لكل شعوب العالم
كتب…..نزار سلامة
شدد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، الدكتور سامي الشريف على أن الحوار الذي يتبناه هو الحوار الذي يحترم الآخر ويسلم بمبدأ الاختلاف مع حق الجميع في التعبير عن آرائه وأفكاره دون مصادرة أو إقصاء للأفكار، فالحوار بين الحضارات لا يعني ذوبان حضارة في أخرى، مشيرا إلى أن الحفاظ على الخصوصية الثقافية لكل حضارة هو العامل الحاسم في نجاح هذا الجمع.
كما أكد الدكتور سامى الشريف ان التكامل بين الحضارات وإقامة جسور المحبة والتعاون هي الخيار الأمثل لكل شعوب العالم في الشرق والغرب، إنطلاقا من قول الحق ” ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [سورة الحجرات:13].
جاء ذلك – في كلمته خلال الملتقى العلمي الذي تعقده رابطة الجامعات الإسلامية اليوم بكلية الإعلام جامعة القاهرة بعنوان ” دور الإعلام في إثراء الحوار بين الحضارات – أهمية هذا الملتقى العلمي والذي جاء في إطار مبادرة “أصول التفاهم والسلام بين الشعوب وبين الشرق والغرب” والتي أطلقها في منبر الأمم المتحدة الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى رئيس رابطة الجامعات الإسلامية والأمين العام لرابطة العالم الاسلامي، في شهر يونيو الماضي وحصلت على تأييد كبير من جانب العلماء والسياسيين والمفكرين في مختلف دول العالم باعتبارها خطوة واثقة في إقامه جسور الصداقة والمودة بين شعوب العالم على اختلافهم.
وأضاف أن رابطة الجامعات الإسلامية مع جمعية كليات الإعلام العربية رأت أن الجامعات
بوصفها منارة العلم والفكر المستنير وإعداد أجيال المستقبل هي الأولى لتبني مثل هذه المبادرات التي تحمي البشرية من ويلات الحروب والصراعات التي يؤججها دعاة الفكر المتطرف، مشيرا إلى أنه ليس سبيل للعيش في هذا الكوكب إلا من خلال الحوار البناء والتعامل الوثيق بين مختلف الدول والشعوب دون اعتبار إلى صراعات واختلافات إذا استمرت ربما تهدد الجميع بالهلاك.
وقال إننا مأمورون بالقرآن والسنة النبوية، بالاعتراف بحق الاختلاف وقبول الرأي الآخر وضرورة الحوار واحترام الآداب الخاصة به، ويأتي الحوار ليعطي الاختلاف الذي هو السر الكوني بعدا إنسانيا يضعه في شكل طبيعي فلا يسمح للمتحاورين بالتحول إلى طاقة تدميرية بل أن الحوار يقلل من مستوى حدة الخلاف ويرفع من مستوى إيجابياته فيكون الاختلاف هنا رحمة وخيرا ودافعا للإصلاح والمراجعة المستمرة.
ورأى أن عدم التسامح الذي يأتي من عدم الفهم الحقيقي للدين ومن ضيق الأفق سواء بين الأفراد أوالجماعات أدى إلى انتشار الإرهاب والتطرف والإقصاء، مشيرا إلى أن الفرد الذي يقتل شخصا آخر للاختلاف معه في الرأي إرهابي والدولة التي تحتل دولة أخرى وتغتال أحلام أبنائها هي دولة إرهابية .
ولفت إلى أن ثورة الاتصال وتكنولوجيا المعلومات حققت طفرة واسعة وأصبحت وسائل الإعلام واحدة من أكبر المؤسسات المجتمعية انتشارا وقدرة على التأثير، ومن هنا اهتم هذا الملتقى بمناقشة دور وسائل الإعلام في إثراء الحوار بين الحضارات، حيث تزداد أهمية وسائل الإعلام التقليدية والجديدة في ظل ما نشهده من ظروف وسيادة مفاهيم جديدة كالعولمة والكوكبة التي تستهدف تدمير الانتماءات الوطنيه وطمس هويتها.. مشيرا إلى أن العولمة التي تبشر بها وسائل الإعلام هي دعوة لعالم بلا دولة دون أمه دون وطن.
وحذر من أن سقوط الدولة الوطنية وإضعافها يؤدي إلى ظهور وتنامي أطر الانتماء السابقة على الدولة مثل الانتماء إلى قبيلة أو طائفة أو جماعة دينية مما يؤدي حتما إلى التعصب المذهبي والتناحر والقتال، داعيا وسائل الإعلام في البلدان العربية والإسلامية إلى القيام بدورها الوطني في دعم قيم الانتماء للوطن وأن تكون حائط صد لكل محاولات وسائل الإعلام المعادية التي تعمل على زعزعة أمن الأوطان واستقرارها.