في ذكرى ميلادها.. آمال فريد نجمة تمردت على شخصيتها وطوعت موهبتها في الكوميديا والشر
اكتشفت موهبة الراحلة على أيدي المخرج الراحل عاطف سالم بعد أن شاهدها بالسينما خلال عرض فيلمه “جعلوني مجرمًا” حيث ظلت الراحلة تصرخ بشدة عقب مشهد دهس بالسيارة لتوهمها أن صاحبه قتل بالفعل، حينها أخرجها سالم من قاعة العرض وأكد لها أنها ستكون نجمة مصر القادمة بسبب رد فعلها وانفعالها على المشهد، لتبدأ بعدها أول أعمالها مع الراحلة فاتن حمامة “موعد مع السعادة” والتي كانت قد اختارتها بنفسها بل كانت هي سبب في إقناع والدها بالعمل معها.
بدأت آمال فريد ابنة منطقة العباسية في تعلم الفن على أيدي الكبار، حيث تلقت دروسًا في الإلقاء على يد الفنان الراحل عبد الوارث عسر وهي في المرحلة الثانوية قبل التحاقها بكلية الآداب، وكذلك المخرج حلمي رفلة الذي كان يدعم توجيهها وإدارتها في ثاني تجاربها بفيلم “ليالي الحب” مع الراحل عبد الحليم حافظ .
ولأن آمال أطلقت العنان لموهبتها لم تترك ذاتها محصورة فى أدوار الفتاة الرومانسية، كما فعلت في فيلم “التلميذة” مع الراحلة شادية والذي جسدت من خلاله دور ابنة صاحبة الفيلا التي تقطن بها ابنة خادمتها، واللتان يدخلان معًا في صراع طبقي كبير، هذا الدور الذي اقتربت فيه من ملامح الشر.
قدمت الراحلة أيضًا العديد من التجارب الشيقة مع النجم الكوميدي إسماعيل يس التي أكدت في آخر لقاءاتها التلفزيونية أنها كانت تستريح جدًا في العمل معه، ومؤكدة أن “كاركتر” الراحل الكوميدي بحركة شفتيه كان سببًا في نجاحه الجماهيري وأنها كانت تشعر بالانبساط بالعمل معه، ومنوهة أنها كانت على طبيعتها في العمل معه ولم يقم بتوجيهها على الإطلاق.
وكانت من بين الأعمال التي قدمتها معه: إسماعيل يس في جنينة الحيوانات، وإسماعيل يس في الطيران، وامسك حرامي.
قررت آمال أن تستريح من الآلام وتعب المهنة حيث ترى أن الأموال الكثيرة لا قيمة لها وأن قناعاتها ورضاءها بالمقسوم يكفيها للعيش به، لذلك قررت الزواج واعتزال الفن في نهاية الستينيات وسافرت إلى روسيا لتدخل هناك في حياة أخرى تترك فيها أضواء الشهرة وتدخل حياة عملية وسط مجتمع عامل وحيوي، وكانت الراحلة على اقتناع تام بهذه الخطوة لأنها تؤمن أنها لم تكن تستطيع تقديم ما هو أكثر مما قدمته بالسينما المصرية وأن جميع ما عرض عليها حتى بعد فترة اعتزالها كانت سطحية وتافهة.
قدمت فريد مشوارًا ثريًا من الأعمال التي لا تزال باقية في ذاكرة مشاهديها على الرغم من قلتها من أشهرها: أحنا التلامذة، بداية ونهاية، نساء محرمات، بنات اليوم، امرأة في الطريق وداعًا ياحب، بنات بحري وغيرها.
رحلت فريد بعد عودتها للأضواء مرة أخرى في نهاية حياتها، بعد نشر صور لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد تدهور حالتها الصحية وتعرضها للزهايمر وأنها تسير في شوارع القاهرة في حالة مأساوية، إلى أن اختتمت رحلتها في مستشفى شبرا العام في ٢٠١٨.