كتاب للدكتور البشارى يجيب عن أسئلة الصراع الداخلي في إخوان مصر
كتب….نزار سلامة
صدر مؤخرا فى المكتبات العربية كتاب (الإخوان من السلطة للانقسام.. أزمة تنظيم أم تنظيم أزمة )للأكاديمي الإماراتي محمد بشاري، والباحث المصري ماهر فرغلي الصراع الدائر بين أجنحة الجماعة الأم المصرية : جبهة استانبول و جبهة لندن
، ويجيب الكتاب المتميز عن سؤال هام يتعلق بمدى إمكانية صناعة الجماعة لهذه الأزمة، أو غرق الجماعة بالفعل في ازمة حقيقية وليست مصطنعة.
فقد أسفرت الأحداث الداخلية لجماعة الإخوان المسلمين بمصر و في بعض الاقطار العربية و الاسلامية ( الاردن ، السودان، الجزائر، المغرب، ليبيا ،تونس،تركيا…) مؤخراً عن تعميق للانشقاق بصورة غير مسبوقة،
يقول الكتاب في إحدى صفحاته: إن الإجابة في صراع الإخوان حالياً يعتمد بشكل كبير جداً على ثقل الفريقين : فريق محمود حسين و فريق ابراهيم منير ،…
فالصراع لا يحسمه حساب على الفيس بوك، أو صفحة على الإنترنت، وإلا لكان إلى الآن من يقود الجماعة جبهة المكتب العام، ..
فقد كانت كل المواقع والحسابات معها، وكانت الأكثر حضورا في الإعلام، وكان لديها عدد كبير جدا من المؤيدين على مستوى الصف، وعلى مستوى القطر المصري والتركي، ومع ذلك، لم تحسم الأمر، وبالنظر إلى الانشقاق الحالي في الجماعة فإنه يشير إلى انقسام بين فريقين حول مصالح ونفوذ وأموال وليس انشقاقاً أيديولوجياً بالمعنى المفهوم.
الكتاب الذي جاء في 289 صفحة ونشرته مكتبة مدبولي عند تحليله خطاب أذرع الجماعة الإعلامي، يؤكد أنها تركز أكثر من أي وقت مضى على إثارة عواطف وعصبية القواعد والوحدة ضد النظام المصري، رغم محاولات الفريقين التواصل معه.
ويشير الكتاب أيضاً إلى أن الجماعة يمكن أن تصنع تلك الانقسامات، من أجل تمرير جناح على حساب آخر، أو تغيير سياسات بعينها، أو ترويج ضعفها أمام خصومها للعودة بعد ذلك في إطار واستراتيجية مستجدة، وأنه ليس انشقاق بين منهجين،..
حيث يحدث تعميق الانشقاق بل وصناعته كثيراً من الإخوان في أقطار متعددة ومتنوعة، من أجل تمرير عمل الجماعة في حال حصول حصار وضغط عليها، ويبدو أن تلك هي خطة ممنهجة ومتفق عليها من جانب الإخوان المصريين لكي يسهل عليها النفاد أولاً للمجتمع المصري الشعبي الغاضب منها، وأيضاً للنظام المصري، وهذا ما حدث كثيراً في عصور مختلفة منذ نشأة الجماعة وحتى الآن.
يؤكد الكتاب في صفحاته الأخيرة أن الإخوان قد يتخلون عن الوضع التنظيمي وينتقلون إلى حالة “السيولة الفكرية” والتحول إلى تيار فكري يؤصل لفقه المرحلة ويبتعد عن إدارة الشأن العام السياسي على الأقل في الأدبيات المعلنة مع العمل على الحفاظ على شكل ما تتواجد به الهرمية التنظيمية.
و يذهب الكاتبان بشاري وفرغلي إنه من الممكن أن ينتقل المكون التنظيمي إلى ساحة التيار الفكري بسبب بعض الأصوات الداعية إلى ضرورة الانفتاح على المجتمعات وصياغة خطاب ينتقل من المحلي إلى العالمي، من خلال تأسيس مسارات الكيانات المنفذة “القوة الناعمة” التي تغذي الرأي الجماعي للمجتمعات العربية وتعالجها حسب الأدبيات والأطروحات.