مسئول صيني : 144.27 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية بالنصف الأول من 2020
أكد منظمو معرض الصين والدول العربية، أن انعقاده في وقته المحدد سلفًا رغم ظروف تفشي جائحة كورونا، يعكس رغبة الصين الصادقة في تبادل الفرص وتعزيز التعاون مع العالم.
وكانت فعاليات الدورة الخامسة للمعرض قد افتتحت بشكل رسمي أمس الخميس، مع الحفاظ على إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي، وذلك بمدينة ينتشوان عاصمة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي، والتي تستمر لأربعة أيام، ويتمحور موضوع هذه الدورة حول “تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز البناء المشترك لـ”الحزام والطريق”، ويسعى المعرض لتقديم منصة للمنفعة المتبادلة والتعاون العملي بين الصين والدول الواقعة على طول “الحزام والطريق”، وبالأخص الدول العربية.
ووفقًا لوكالة أنباء “شينخوا”، فقد تم توقيع إجمالي 13 مشروع تعاون بقيمة 4 مليارات يوان تقريبا “نحو 620 مليون دولار أمريكي” في مؤتمر عقد خلال اليوم الأول من المعرض، الذي يستضيف عددا من المنتديات والفعاليات التي تركز على الاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة والمواد الغذائية الخضراء ومجالات أخرى، كما تتبنى هذه الدورة نموذجًا لإقامة المعرض بشكل افتراضي وميداني، كما تم إنشاء “قاعات عرض سحابية” وإطلاق عملية “العقود السحابية” لخلق المزيد من فرص التعاون للبلدان والمناطق على طول “الحزام والطريق”.
وتعد الصين والدول العربية، التي يربط بينها طريق الحرير القديم في قديم الزمان، شركاء طبيعيين للتعاون في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، ويتمتع الجانبان بتكامل ملحوظ، وحتى الآن، وقعت الصين وثائق تعاون في إطار مبادرة “الحزام والطريق” مع 19 دولة عربية وجامعة الدول العربية. كما التقى مسئولون حكوميون وسفراء ورجال أعمال وغيرهم من الصينيين والعرب بالمعرض، هادفين إلى تحقيق الدفع المشترك للتعاون عالي الجودة بين الصين والدول العربية في بناء “الحزام والطريق”.
من ناحيته، أوضح الرئيس الصيني شي جين بينج، أن الصداقة التقليدية بين الشعبين الصيني والعربي تزداد زخما مع مرور الوقت، وأنه في السنوات الأخيرة، عززت الصين والدول العربية باستمرار التنسيق الإستراتيجي وتبادل الإجراءات، وحقق التعاون في البناء المشترك لـ”الحزام والطريق” نتائج مثمرة.
وأشار إلى أن جهود الصين والدول العربية تضافرت لمكافحة الوباء في ظل تفشي فيروس كورونا الجديد، ووضعت نموذجا للمساعدة المتبادلة والتغلب على الصعوبات بروح التآزر والتضامن، مشددًا على أن بلاده مستعدة للعمل مع الدول العربية للسعي إلى التعاون والتنمية، وتعزيز التنمية السلمية بشكل مشترك، خصوصًا وأن بكين تظل أكبر شريك تجاري للدول العربية.
فيما قال مبعوث الحكومة الصينية الخاص للشرق الأوسط تشاي جيون، إن المعرض الصيني العربي لعب دورا فاعلا في تعزيز تعاون الجانبين في بناء “الحزام والطريق” منذ تأسيسه عام 2013، وقد أصبح منصة مهمة لتواصل الاحتياجات التنموية وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري.
وأكد أن العلاقات الصينية العربية تشبه شجرة صامدة أمام العواصف والتغيرات الكبرى التي لم يشهدها العالم منذ مائة سنة مع جائحة القرن، مما جلب تداعيات غير مسبوقة على البشرية، مما قدم نموذجا للعلاقات بين دول العالم وقدوة للتعاون بين دول الجنوب والجنوب، مضيفًا أن الجانبان يعملان بقوة على صيانة السيادة والاستقلال والمساواة ومبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية، والدفاع عن الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية، وتبادلا الدعم في ظروف تفشي كورونا والمساعدة بالمستلزمات الوقائية وتبادل الخبرات عبر الإنترنت وإرسال فرق طبية بصورة عاجلة والتعاون في التجربة السريرية للقاح والإنتاج المشترك لتعبئة اللقاح، مما جسد للمشاعر الأخوية المتمثلة في التضامن بروح الفريق الواحد بخطوات ملموسة.
وأضاف المبعوث الحكومي الصيني للشرق الأوسط، أن بلاده قدمت حتى اليوم قرابة 100 مليون جرعة من اللقاح الصيني إلى الدول العربية كمنح وصادرات، وأنجزت تعاونًا مثمرًا مع كل من مصر والإمارات في الإنتاج المشترك للقاح، الأمر الذي قدم مساعدة قوية في المعركة ضد الجائحة، مؤكدًا أنه في النصف الأول من العام الجاري، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية 144.27 مليار دولار أمريكي، بزيادة 25.7% على أساس سنوي، ما جعل الصين مستمرة كأكبر شريك تجاري للدول العربية، وأنها استوردت 130 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية، لكي يكون العرب أكبر موردي النفط الخام للصين، كما أحرز التعاون بين الجانبين تقدمًا، في مجالات اتصالات الجيل الخامس والبيانات الضخمة والطيران والفضاء والذكاء الاصطناعي وغيرها من التكنولوجيا المتقدمة والحديثة، مشيرًا إلى أن هناك إمكانيات كامنة ضخمة لتطور الاقتصاد الأخضر في الصين والدول العربية، وأن التعاون تطور في مجالات الطاقة الشمسية والطاقة النووية وغيرها من الطاقة النظيفة، بما يساهم في بناء “طريق الحرير الأخضر”.