728x90 (1)
728x90 (1)
728x90 (1)
728x90 (1)
728x90 (1)
728x90 (1)
728x90 (1)
728x90 (1)

الحقوق والواجبات في العلاقات الإنسانية من المنظور الإسلامي

728x90 (1)
728x90 (1)
728x90 (1)
728x90 (1)

للشيخ / علي سمير حمدان
واعظ بالأزهر الشريف
منطقة وعظ السويس الأزهرية

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد …..

لم تعرف البشرية على مدار مراحل تاريخها منذ هبط آدم إلى الأرض وإلى يومنا هذا ديناً مثل الإسلام، كرّمها ورفع قدرها وأعلى شأنها، ووضح ذلك في القرآن الكريم حيث قال الله سبحانه: ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }
وكان هذا أعظم تكريم للإنسان، صوره الله في أجمل هيئة وأحسن صورة، ومن هنا استقى المصلحون القيم النبيلة، وما ارتضاه الناس من القواعد الاجتماعية العالية التي تحفظ للفرد كرامته، ثم وضعوا من القوانين الوضعية ما يصون خصوصية الإنسان الذي خلقه الله واستخلفه في الأرض ومنحه الحرية التي بها يصون كرامته، وله من إرادته ما يجعله يفعل ما يريد دون ضغط أو إكراه، ومن أجل ذلك بعث الله الأنبياء هداة مرشدين، وعلى لسان كل رسول جاء تكريم الإنسان .
واقتضت مشيئة الله سبحانه وتعالى أن يكون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء الذي أعلن من أول لحظة تنبؤه أن الإنسان حرّ في حياته مكرم عن الله – خالقه وهاديه وربه – وهذا الانسان لا يستهان به، ولا يستضعف ولا يستغل ولا تمتهن شخصيته تحت أي ادعاء، وجاء ذلك صريحاً في قول الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾
وطالما أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا حزبهم أمر رجعوا إلى كتاب الله وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإننا لابد وأن نهتدي بهديهم فنرى في القرآن كنز عظيم من حقوق الإنسان التي وردت فيه على شكل قوانين إلهية كالآتي:

1- لكل شخص أن يفكر ويعتقد ويعبر عن فكره ومعتقده دون تدخل أو مصادرة من أحد ما دام يلتزم بالحدود العامة التي أقرتها الشريعة، ولا يجوز إذاعة الباطل ولا نشر ما فيه ترويج للفاحشة أو تخذيل للأمة: ﴿ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ﴾

2- التفكير الحر – بحثاً عن الحق – ليس مجرد حق فحسب، بل هو واجب كذلك: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ ﴾

3- لا حظر على نشر المعلومات والحقائق الصحيحة، إلا ما يكون في نشره خطر على أمن المجتمع والدولة قال الله تعالى : ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ ﴾

4- احترام مشاعر المخالفين في الدين من خلق المسلم، فلا يجوز لأحد أن يسخر من معتقدات غيره، ولا أن يستعدي المجتمع عليه: ﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ ﴾

5- حق المساواة على عكس التمييز العنصري:
فالإسلام دين السماحة المطلقة دون منازع، وإن كان يصعب على مراقبي الغرب تفهم ذلك، ولكن هذا هو الإسلام أحق بالحق، فإلحاح الإسلام على ضرورة السماحة والتسامح راسخ في القرآن الكريم: ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ… ﴾ [الكهف: 29].

بهذا يتضح أن الإسلام يؤكد على المساواة والتسامح، بل يدل على موقف شامل للتعامل بالتسامح مع الآخرين فكرياً وعلمياً.

أخي الإنسان الكريم 👇

إن الشرع الحنيف حرم الدماء كلها والاعتداء عليها بغير حق فقال سبحانه: ﴿ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32]

قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: من قتل نبيًّا، أو إمام عدل؛ فكأنما قتل الناس جميعًا، ومن شد عضد أحد فكأنما أحيا الناس جميعًا؛ (تفسير الطبري جـ10صـ233).

قال الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله: جعل قتل النفس الواحدة كقتل جميع الناس مبالغةً في تعظيم أمر القتل الظلم وتفخيمًا لشأنه؛ أي: كما أن قتل جميع الناس أمرٌ عظيم القبح عند كل أحد، فكذلك قتل الواحد يجب أن يكون كذلك، فالمراد مشاركتهما في أصل الاستعظام لا في قَدْره؛ إذ تشبيه أحد النظيرين بالآخر لا يقتضي مساواتهما من كل الوجوه، وأيضًا فالناس لو علموا من إنسان أنه يريد قتلهم جدوا في دفعه وقتله، فكذا يلزمهم إذا علموا من إنسان أنه يريد قتل آخر ظلمًا أن يجدوا في دفعه، فمَن قتل إنسانًا ظلمًا، فكأنما قتل جميع الناس بهذا الاعتبار؛ (الزواجر، لابن حجر الهيتمي جـ2 صـ194).

وقال مجاهدٌ رحمه الله: من قتل نفسًا محرَّمةً يَصلَى النَّار بقتلها، كما يصلاها لو قتل الناسَ جميعًا، ومن أحياها؛ أي: من سلم مِن قتلِها، فكأنما سلم من قتل الناس جميعًا؛ (تفسير البغوي جـ3 صـ46).

لذلك فإن حرمة الدماء وصية رب العالمين:

قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93]؛ قال الإمام ابن كثير رحمه الله: هذا تهديدٌ شديدٌ، ووعيدٌ أكيدٌ لمن تعاطى هذا الذنب العظيم، الذي هو مقرونٌ بالشرك بالله في غير ما آية في كتاب الله؛ (تفسير ابن كثير جـ4صـ199).
فلماذا هؤلاء الإرهابيون المغرضون الذين يقتلون الأنبياء تحت ستار الدين والدين منهم براء لا يقرأون هذه التعاليم السمحة !!

أخي الإنسان الكريم 👇
تعتد دعوة الإسلام بالإنسان كل الاعتداد، وهي دعوة عالمية تخاطب البشر جميعاًن فلا تفرق بين حبشي وعربي

728x90 (1)
728x90 (1)
728x90 (1)
728x90 (1)
728x90 (1)
728x90 (1)
728x90 (1)
728x90 (1)
زر الذهاب إلى الأعلى